روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | انتظر.. دقيقة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > انتظر.. دقيقة


  انتظر.. دقيقة
     عدد مرات المشاهدة: 3604        عدد مرات الإرسال: 0

 بسم الله الرحمن الرحيم..  كثيرٌ منّا يستهين بأجزاء من الوقت لها أثرها الكبير.

بل وأحيانًا الأثر المصيري في حياته , ولا أدل على ذلك من خسارة أهل النار لأنفسهم في عذاب شديد مع خلود أبدي لعدم انتفاعهم من حياة قصيرة لا مقارنة البتة بينها وبين تلك الحياة.

ولعل حديثي هنا ينصب حول – الدقيقة – التي هي في نظرنا لاتساوي شيئًا يذكر.

ولكن تعال معي لتنظر أثرها - غرمًا وغنمًا لصاحبها - غنمًا إذا استغلها في الخير , وغرمًا إذا لم يتأن فيها , ويمعن النظر في تصرفه .

في دقيقة تستطيع أن تذكر الله قرابة المئة مرة , ولاتنسى أن بكل تسبيحة نخلة في الجنة ساقها من ذهب.

في دقيقة بإمكانك أن تتصل على ذي رحمه تصله بسلام , وسؤال عن حال , وتؤدي واجب عليك - وجرب هذا -.

في دقيقة تستطيع تؤنس صديقًا , تطمئن عليه , وتقضي له مصلحة يكون لك أجرها , وأثرها على نفسه .

أما الإنتظار دقيقة ففيه من الخير الشيء الكثير.

كثيرًا ما تكون هناك مخاصمات ومشاجرات ين اثنين ولو انتظر أحدهم دقيقة لما حصلت تلك الخصومات وخذ على هذا أمثلة :

أحيانًا يزعجك بعض الناس عند الإشارة إذا أعطت إشارة السير وربما سبك ولعنك إذا تأخرت.

ولعلك كنت معذورًا بعطل السيارة أو غفلة في التأخير ولو انتظر دقيقة أو أقل لسلم من أثم هذا الفعل , وتبعة ذلك السب.

ومثال آخر في السير أيضا كم من حوادث حصلت , وأرواح أُزهقت نتيجة لقطع الإشارات وأنا أجزم لو انتظر دقيقة لسلم من هذا الحادث ولما خسر روحه وماله.

انتظر دقيقة أثناء حصول خصومة أو اختلاف رأي بينك وبين غيرك من زوجة وولد وصاحب ومراجع وكن على يقينٍ أنك لو فعلت ذلك لحصل عندك مراجعة لِما تريد قوله أو فعله.

كم بيوت هُدِّمت , وأواصر قُطِّعت , وصداقات زالت بسبب عجلة في اتخاذ قرار , أو تصرف كان صاحبها قد استعجل فيه , ولو صبر وانتظر دقيقة لكان الحال غير الحال.

والأمثلة في هذا الباب كثيرة جدا

لقد مدح الله ورسوله الأناة وترك العجلة في مواطن كثيرة من الكتاب والسنة.

بل من صفات الله تعالى "الحلم "ومن أسمائه "الحليم ".

والانتظار وترك العجلة هو - الأناة - وهو:النظر في مآلات الأمور وتبعاتها ولسموها أحبها الله عز وجل:قال صلى الله عليه وسلم للأشج:(إن فيك خصلتين يحبهما الله:الحلم والأناة).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه: ((التأني من الله والعجلة من الشيطان )).

وهي من صفات أصحاب العقل والرزانة , فكلما كان المرء أبطء في اتخاذ القرار كلما دل هذا على راجحة عقله , وُبعد نظره , كل ذلك لو انتظر دقيقة في بعض الأحيان , أو أقل في غيرها.

فانتظر دقيقة

الكاتب: عادل بن عبدالعزيز المحلاوي

المصدر: منتديات شبكة لآلئ العلم